بينما نفّذت إسرائيل غارة استثنائية، الثلاثاء، على العاصمة القطرية، مستهدفة قادة حركة حماس الذين يقيمون منذ سنوات في الدوحة، يرى خبير أن الهجوم “نسف أي نوع من مفاوضات وقف إطلاق النار” بين الحركة وتل أبيب عبر وسطاء أمريكيين وإقليميين.
واعتبر خالد الجندي، الخبير في الشؤون الفلسطينية والباحث الزائر في جامعة جورج تاون، أنه مع الضربة التي شنتها إسرائيل على قادة حماس في قطر، “فقد نسفوا حرفياً أي نوع من مفاوضات وقف إطلاق النار”.
كما عبّر الجندي عن اعتقاده أن “المفاوضات كانت مجرّد غطاء لاستمرار الحرب وتصعيدها”، وفق ما نقلت عنه صحيفة “نيويورك تايمز”.
ورأى الجندي أن السؤال الأهم في هذا الهجوم هو “إلى أي مدى كانت الولايات المتحدة على علم مسبق بخطط الضربة”، لا سيما أنها قدمت اقتراحاً جديداً لاتفاق وقف إطلاق النار إلى حماس في الأيام الأخيرة.
وقال إنه بناءً على علم الولايات المتحدة بالضربة، فإن الهجوم الأخير “يشبه إلى حد كبير ما سبق الهجوم الإيراني، فقد كانت الولايات المتحدة تغري إيران بالتفاوض، وتخدعها بالاعتقاد بوجود عملية دبلوماسية، وتسمح لإسرائيل بالهجوم”، في إشارة إلى الحرب التي استمرت 12 يوماً، والتي شنتها إسرائيل على إيران في يونيو الماضي.
وجاءت تلك الهجمات في وقت كانت الولايات المتحدة تقول فيه إن هناك زخمًا وراء الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وسبق أن اغتالت إسرائيل كبار قادة حماس المشاركين في محادثات وقف إطلاق النار، أبرزهم إسماعيل هنية، الذي قتلته إسرائيل في يوليو 2024 في طهران.
وقال الجندي: “إن قتل من يُفترض أنكم تتفاوضون معهم هو تصرف جريء، ولكنه يتماشى تمامًا مع كل ما فعلته إسرائيل خلال العامين الماضيين”. وأضاف أن غارة يوم الثلاثاء كانت جريئة بشكل خاص، لأن هدفها كان دولة حليفة للولايات المتحدة، وأدت دور الوسيط الرئيسي في الدبلوماسية حول حرب غزة لما يقرب من عامين، وفق تعبيره.
ولم يُدلِ المسؤولون العسكريون الأمريكيون بتصريحات تُذكر بشأن الهجوم الإسرائيلي على قطر، يوم الثلاثاء، بحسب “نيويورك تايمز”، في حين كانت القيادة المركزية الأمريكية، المُشرفة على العمليات في الشرق الأوسط، قد أفادت في بيان لها بأنها “على علم بالتقارير” عن الضربات، لكن ليست لديها معلومات إضافية لتقديمها.
وقال الجندي: “الرسالة الموجهة إلى الإسرائيليين واضحة: لقد تجاهلنا مسألة الرهائن تماماً. أعتقد أن هذا حكم بالإعدام عليهم، تماماً كما هو الحال بالنسبة لغزة”.
